يُعتبر جامع الشيخ زايد الكبير من المعالم الشهيرة في أبوظبي إذ إنه ثالث أكبر مسجد في العالم بعد مسجد الحرام بمكة المكرمة والمسجد النبوي بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية.
وقد أُطلق على هذا المسجد اسم مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة ورئيسها الأول المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والذي كان قد اختار موقع المسجد، كما كانت له بصماته المميزة على تصميمه وبنائه العمراني، فاستناداً إلى رؤيته الشخصية، تم بناء المسجد في منطقة ترتفع بمقدار 11 متراً عن مستوى سطح البحر، وعلى ارتفاع 9.5 متراً عن مستوى الشارع بحيث يمكن مشاهدته بوضوح من جميع الاتجاهات. وقد تمّ بناؤه كمعلم يحتفي بالحضارة الإسلامية ومركز بارز لعلوم الدين الإسلامي.
يحتضن المسجد قبر المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والذي طلب ذلك قبل أن ينتقل إلى رحمة الله تعالى عام 2004. و أوّل صلاة أقيمت في الجامع كانت مراسم جنازة الشيخ زايد الذي دُفِنَ فيه.
تم اختيار المواد الطبيعية للبناء والتصميم لما تتميز به من جودة عالية؛ حيث استخدم الرخام والحجر والذهب والأحجار شبه الكريمة والكريستال والسيراميك.
و يتسع هذا المكان لحوالي 40 ألف مصلٍّ، و يصل عدد القباب فيها إلى 82، أمّا الأعمدة فحوالي الألف.
تزيّن الجامع ثريات بلمسات ذهبية بقياس 24 قيراطاً، وتغطّي أرضيّتها أكبر سجادة يدوية الصّنع في العالم. تتدلّى في قاعة الصلاة الرئيسية واحدة من أكبر الثريات في العالم و يبلغ قطرها 10 أمتار وارتفاعها 15 متراً وتزنُ اثني عشر طنّاً.
تحيط بالجامع أحواض مائية عاكسة تزيده جمالاً حيث يشع اللونان الأبيض والذهبي بجمال أخّاذ تحت أشعة الشمس ثم يحل محلهما ليلاً نظام فريد للإضاءة يحاكي مراحل القمر.
ويحتوي المسجد على 80 لوحًا "إيزنك"، وهي ألواح قرميد مزينة بالسيراميك اشتهرت في القرن السادس عشر بعد استخدامها في المباني الدينية التابعة للإمبراطورية العثمانية. وأشرف على تصميم قطع القرميد - التي تم تصنيعها يدوياً - الخطاط العالمي عثمان آغا.
كل من سيزور هذا المسجد الكبير، سيذهل من إبداع التصميم، ودقة الرسم والزخرفة، وحرفية العمل اليدوي. و سيشعر براحة وانجداب للصلاة في هذا الصرح الإسلامي.
منقول بتصرف