An oddity of nature and lights

2016-04-20
Share
Luminous oddity of nature

غرائب أضواء الطبيعة المبهرة

أضواء ساحرة لا تحكمها قوانين ولا تحدها قواعد، قد تكون خافتة أو مبهرة تخطف الأبصار بروعتها، تراها في السماء، وعلى الشواطئ، والأشجار، وداخل بطون الجبال، إنها أضواء الطبيعة.


الشفق القطبي

الشفق من أجمل الظواهر الفلكية، لذا يحظى بمتابعة جماهيرية كبيرة، وقد أسماه العرب الشفق؛ لأنه يظهر بعد غروب الشمس أو قبيل طلوعها، وسمي قديماً «أرورا» ومعناه نور الصبح، وله مسميات أخرى تختلف باختلاف اللغــــات، إلا أن الاسم العلمي للظاهرة هو North lights «أضواء الشمال»، ويمكن رصد الشفق في فصل الشتاء في بلدان عديدة، مثل: النرويج، أيسلندا، شمال كندا، الدنمارك. ويظهر الشفق على شكل أقواس وفي أحيان أخرى على شكل إشعاعات براقة، ومن الممكن أن تظهر بعض الأصوات المرافقة لهذه الظاهرة كصوت تصفيق أو طقطقة قوية، ومنذ قديم الزمان ارتبطت هذه الظاهرة بالعديد من الأساطير، وظلت مجهولة حتى أوائل القرن العشرين، حيث استطاع العالم النرويجي كريستيان بيركلاند تفسيرها على أن الشمس تطلق جزيئات عالية الطاقة لتشكل ما يعرف باسم الرياح الشمسية، ولو ضربت هذه الرياح الكرة الأرضية لدمرتها على الفور، ولكن الله سبحانه وتعالى أحاط الكرة الأرضية بمجال مغناطيسي يعمل كدرع حامٍ لها، وحين تصطدم هذه الرياح الشمسية بالدرع المغناطيسي تظهر هذه الألوان والعروض الضوئية الرائعة، ولم يهمل الله تعالى ذكر ظاهرة الشفق في القرآن الكريم، بل أقسم به، حيث قال: «فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ * وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ».

مخلوقات مضيئة

إذا كنت في غابة استوائية حارة ووجدت النجوم التي تتلألأ في السماء المظلمة تحوم حولك، فلا تتعجب؛ هذه هي الحشرة المضيئة التي لديها القدرة على إصدار ضوء قوي، حيث تنتج الضوء من بطونها بدون حرارة من خلال تفاعلات كيميائية داخل خلايا أجسادها الصغيرة، وأكثر الأضواء إثارة تلك التي تصدرها اليراعات الماليزية، خاصة في موسم التزاوج، حيث تستخدم الضوء للاتصال ببعضها أثناء طيرانها ليلاً، وذكور اليراعات فقط التي يمكنها أن تصدر الضوء دون الإناث، حيث تقف المئات منها على شجرة واحدة بين المستنقعات، ويقوم الجميع بإصدار الضوء في وقت واحد، حينئذٍ تضاء تلك الشجرة بالكامل لمدة ثانية في شكل وميض يمكن رؤيته على بعد مئات الأمتار، ويسهّل ذلك لإناثها إيجاد أماكن الذكور. ويوجد في جميع أنحاء العالم حوالي 2000 نوع منها تنتشر في معظم المناطق الاستوائية الحارة والغابات، ويلجأ السكان الأصليون للاستفادة من هذه المخلوقات بصيدها والاحتفاظ بها في علب زجاجية تستخدم كمصابيح اقتصادية.

البحيرة المضيئة

بحيرة Gipps land، إحدى البحيرات الواقعة في أستراليا، وهي غنية بنوع خاص جداً من الطحالب التي تنتج الضوء، وتتسبب في توهج شواطئ البحيرة بالشكل البديع الذي تبدو عليه، وتعود هذه الإضاءة إلى كائنات حية أحادية الخلية تشع الضوء تسمى «الطحالب المتوهجة»، وتتسبب عدة ظواهر بيئية كالفيضانات وحرائق الغابات والعواصف، في تكاثر هذه الطحالب بأعداد كبيرة لتنتشر في البحيرة هذه الظاهرة الفريدة.

زخات الشهب

لرصد هذه الظاهرة يفضل متابعة المساحات الأكثر ظلمة في السماء، خاصة في المناطق النائية بعيداً عن أضواء المدينة. وشهب البرشاويات التي تزور الأرض كل عام يبدأ نشاطها الحقيقي من 23 يوليو حتى 20 أغسطس، لكن ذروة النشاط تبلغ أقصاها في 12 أغسطس، وهي تمثل حطاماً قادماً من المذنب «سويفت-تتل» تنشر على الأرض جسيمات تماثل حجم حبات الرمال، وبملامستها الغلاف الجوي تحترق وتبدو لنا على الأرض كضوء في السماء يظهر لفترة قصيرة ويختفي بسرعة، والشهب الأكبر حجماً تبدو أكثر سطوعاً، حيث تنجح في البقاء لبعض الوقت قبل احتراقها، تاركة مساراً من الدخان والغاز المتوهجين لتشكل عرضاً بصرياً مثيراً، وقد انضمت مؤخراً 86 زَخَّة لم تكن معروفة من قبل إلى قائمة زَخّات الشهب التي تحدث كل عام، لكنها تبقى من أسهل الزخات النيزكية التي يمكن متابعتها بسهولة.